الأخبار

في “Joy Forum 2025”.. فيصل بافرط وإيريس كنوبلوخ يؤكدان أن الترفيه لغة عالمية تتجاوز الحدود

رواد الأعمال العالميون غاري فاينرتشاك ودايموند جون يناقشان أسرار النجاح

المملكة العربية السعودية، الرياض، 17 أكتوبر 2025م:شهدت فعاليات اليوم الثاني من Joy Forum 2025 إحدى فعاليات موسم الرياض، جلسة حوارية حملت عنوانStage Architects: Nations × Festivals × Awards × Media، جمعت بينالمهندس فيصل بافرط الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للترفيه(GEA)، والألمانية إيريس كنوبلوخ رئيسة مهرجان كان السينمائي،وأدار الحوار الإعلامي العالمي ريان سيكريست، حيث ناقشالمتحدثون التحولات الكبرى في صناعة الترفيه، ودور السعوديةوالمهرجانات العالمية في صياغة المشهد العالمي الجديد.

وخلال الجلسة، أكد فيصل بافرط أن رؤية السعودية 2030 أسهمتفي بناء صناعة ترفيهية عالمية تنطلق من المملكة، مشيرًا إلى أنالترفيه اليوم أصبح لغة مشتركة بين الشعوب، لا تختلف مشاعرهامن الشرق إلى الغرب، لأن الشغف الذي يبحث عنه الناس مشترك. وأضاف أن فترة جائحة كوفيد-19 كانت نقطة تحول رئيسية، إذوحّدت المعايير والتطلعات عالميًا، وجعلت الجمهور أكثر ترابطًا عبرالمنصات الرقمية، مؤكدًا أن الهيئة العامة للترفيه عملت خلال تلكالمرحلة على تطوير البنية التحتية وتنظيم التقويم السنوي للفعالياتلتقديم الترفيه للجميع، مما جعل السعودية بعد الجائحة جاهزةلمرحلة جديدة من النمو والانفتاح العالمي.

كما أوضح بافرط أن موسم الرياض أصبح وجهة رائدة تستقطبأبرز الفعاليات والحقوق الفكرية للفعاليات، ويُخطط سنويًا لنحو70% من فعالياته قبل انطلاقه، فيما تُضاف النسبة المتبقية خلالالموسم نتيجة لتفاعل الشركات العالمية وابتكار أفكار جديدة، مشيرًاإلى أن أكثر من 80% من فعاليات المواسم المقبلة ستكون جديدةومبتكرة بالكامل.

من جانبها، أكدت إيريس كنوبلوخ أن الترفيه والسينما لا يعرفانالحدود، مشيرة إلى أن مهرجان كان يشكل منصة عالمية للاكتشافوالانتشار، فهو مهد المواهب والأفلام وصُنّاع السينما، ويستندإلى ركيزتين أساسيتين هما سوق الأفلامالأكبر في العالمحيث تبدأ مشاريع الإنتاج، ومرحلة الاكتشاف التي تتجلى عنداختيار الأفلام رسميًا وتسليط الضوء عليها أمام الجمهور العالمي.

وأضافت أن مهرجان كان السينمائي يقدم نموذجًا فريدًا في تحويلالأفلام الصغيرة إلى ظواهر عالمية، مستشهدة بفيلم Anoraالفائز بالسعفة الذهبية عام 2024، والذي انطلق من المهرجانليحصد أكثر من 80 جائزة حول العالم ويصل إلى الأوسكاروالغولدن غلوب، مؤكدة أن هذا المثال يعكسالقوة الحقيقية لمهرجانكان“.

وأشارت كنوبلوخ إلى أن المهرجان لا يتحكم في توزيع الأفلام أوتسويقها، بل يترك ذلك للموزعين ودور العرض، لكنه يملك ما هو أهم: خلق التأثير الثقافي والإعلامي الذي يحول الأفلام إلى ظواهرجماهيرية تتناقلها الناس بالحديث والحماس.

واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن العواطف والمشاعر هي القاسمالمشترك للترفيه العالمي، وأن المنصات الكبرى مثل موسم الرياضومهرجان كان تمثلان جسرًا يربط الشرق والغرب عبر الفن والإبداعوالابتكار.

وفي جلسة تلتها، بعنوانThe Founder Operators: Entrepreneurship in the Entertainment Economy،أدارها الإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، بمشاركة اثنينمن أبرز رواد الأعمال في العالم، غاري فاينرتشاك ودايموند جون،في حوار ملهم جمع بين التجربة العملية والرؤية المستقبلية لريادةالأعمال في عالم الاقتصاد الإبداعي.

افتتح مورغان الجلسة بتعريف ضيفيه بوصفهما من أبرز العقولالريادية في العقود الثلاثة الأخيرة، مشيرًا إلى أن حضورهما هذا المنتدى يهدف إلى مشاركة الدروس التي تعلموها من النجاحوالفشل مع جيل الشباب الطموح في المملكة.

وخلال الجلسة، روى مورغان قصة مؤثرة عن تفاعل فاينرتشاك معابنه قبل سنوات، عندما منحه نصيحة بسيطة غيّرت حياته: ابدأ منالصفر، واصنع شيئًا صغيرًا بنفسك“.

وهي النصيحة التي أصبحت محور رؤية غاري في حديثه؛ إذ أكدأن النجاح لا يأتي من الطرق المختصرة أو الشهرة السريعة علىوسائل التواصل الاجتماعي، بل من العمل الحقيقي والتجريبالمستمر. وقال: كل إنجاز عظيم يحتاج إلى وقت، فالمشاريع تُبنىبالصبر والالتزام، لا بالحظ“.

وتحدث فاينرتشاك عن فلسفته في ريادة الأعمال من خلال مبدأالمنظور الكلي والجزئيMacro & Micro، موضحًا أن علىكل رائد أعمال أن يجمع بين الرؤية بعيدة المدى وفهم تفاصيل مجالهاليومية، مضيفًا: عليك أن تتّسخ يداك بالعمل، وأن تواكب التغيراتفي مجالك. النجاح اليوم يعني أن تفهم كيف تروي قصتك عبر كلمنصة رقمية بطريقة مختلفة“.

من جانبه، شارك دايموند جون تجربته في تأسيس علامته التجاريةالشهيرة FUBU، مشيرًا إلى أن الثقة بالحدس كانت العامل الأهمفي رحلته الريادية، رغم الصعوبات وسخرية الآخرين في بداياته.

وقال: الحدس لا يحتاج إلى تبرير، إنه صوتك الداخلي الذييخبرك بالاتجاه الصحيح. ربما تخطئ كثيرًا، لكنك تحتاج فقط إلىنجاح واحد ليغيّر مسارك“.

وأشاد جون بالحراك الريادي في المملكة، معتبرًا أن الشبابالسعودي يمتلك مقومات استثنائية تجمع بين الطموح وسرعة التعلّم،متوقعًا أن تتجاوز السعودية أهداف رؤية 2030 قبل موعدها، قائلاً: بهذا الزخم وهذه الروح، أعتقد أنكم ستصلون إلى أهدافكم بحلول2028“.

وفي مداخلة مؤثرة، تحدث فاينرتشاك عن جذوره كمهاجر منالاتحاد السوفييتي، وكيف أثّر ذلك في نظرته إلى العمل والعائلة،مؤكدًا أن بناء مستقبل العائلة أولاً هو أفضل استثمار يمكن للشبابالقيام به، وقال: الرهان الأفضل في حياتي كان أن أعمل 100 ساعة أسبوعيًا لبناء مشروع والدي، قبل أن أبني مشروعيالخاص“.

وفي الجزء الختامي، قدّم المتحدثان نصائح عملية لأي رائد أعماليريد إطلاق مشروع، إذ شدّد جون على أهمية البحث الميدانيوتحديد الجمهور بدقة ثم اختبار المنتج بأسلوب تدريجي. بينما ركّزفاينرتشاك على ضرورة فهم سلوك المستهلك والتأقلم السريع معالتغيرات، مشبهًا استراتيجية الأعمال الحديثة بأسلوب الملاكم فلويدمايويذر الذي يعتمد على الذكاء في الرد والتكيّف مع خصمه، لاعلى الهجوم العشوائي“.

واختتم بيرس مورغان الجلسة باقتباس شهير من مايك تايسون،قائلاً:كل شخص لديه خطة حتى يتلقى الضربة الأولى فيوجهه“. مضيفًا أن المرونة بعد الضربات هي ما يصنع القادةالحقيقيين ورواد الأعمال الملهمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى