بوبا العربية توسّع مبادرة “بوبا بدون موافقات مسبقة” وتوقّع اتفاقيات مع مستشفيات كبرى

قال المهندس علي شنيمر، الرئيس التنفيذي لتطوير الأعمال في بوبا العربية للتأمين التعاوني، إن مبادرة “بوبا بدون موافقات مسبقة” تُعد الأولى من نوعها في قطاع التأمين الصحي بالمملكة، فهي تتيح للمستفيدين الحصول على الخدمات الطبية مباشرة في العيادات الخارجية، مثل التحاليل والأشعة وصرف الأدوية، دون الحاجة لانتظار الموافقات الطبية، ما يساهم في تسريع الوصول إلى الرعاية، وتقليل الإجراءات الإدارية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية لشركات التأمين ومقدمي الخدمات الصحية.
وأضاف شنيمر، خلال مشاركته في مؤتمر التأمين العالمي (Ingate 2025) الذي أُقيم في الرياض، أن المبادرة تشمل حاليًا أكثر من 17 مستشفى، مع خطط للتوسع لتصل إلى 20 مستشفى بنهاية عام 2025، وذكر أن الشركة عقدت خلال المؤتمر اتفاقيات تعاون مع عدد من مقدمي الرعاية الصحية، من بينهم المستشفى السعودي الألماني، ومستشفى السلامة، ومستشفى كينغز كوليدج لندن، وذلك بهدف تعزيز التكامل بين القطاعين العام والخاص، ودعم الاستدامة المالية والتشغيلية للقطاع الصحي.
حلول مبتكرة
كما أشار شنيمر إلى أن بوبا العربية تواصل تطوير خدمات رقمية مبتكرة تعزز سهولة الحصول على الخدمة، إذ يتيح التطبيق الرقمي للعملاء ترقية شبكة المستشفيات أو مزايا التأمين، مثل فئة الغرفة أو تغطية الحمل والولادة، بصورة مباشرة وسريعة.
وقد حافظت الشركة على أعلى معدل رضا للعملاء بنسبة 81%، مقارنة بمتوسط القطاع البالغ 52% وفق تقرير هيئة التأمين، وهو ما يعكس نجاح الشركة في تقديم تجربة صحية قائمة على الجودة والتواصل الإنساني.
رعاية متكاملة
وتوفّر “بوبا للرعاية المتكاملة”، الذراع الصحي للشركة، نموذجًا يجمع بين الرعاية الرقمية والميدانية والمنزلية ضمن منظومة متصلة، تُقدم من خلالها أكثر من 400 ألف استشارة طبية سنويًا عبر العيادة الرقمية بإشراف أطباء سعوديين، بالإضافة إلى خدمات الفحوصات المنزلية وتوصيل الأدوية، بما يعزز وصول المستفيدين إلى الرعاية الصحية بشكل أكثر مرونة واتساقًا مع احتياجاتهم.
بيئات العمل
وامتدت خدمات الشركة لتشمل بيئات العمل عبر تشغيل 15 عيادة داخل مقار مؤسسات وطنية كبرى، مثل صندوق الاستثمارات العامة، والشركة الوطنية للإسكان، ومجموعة صافولا، وكافد، ومصرف الإنماء، كما تعمل بوبا على إطلاق أول عيادة فعلية متكاملة في الرياض، تقدم نموذجًا متطورًا للرعاية الأولية والوقائية يعتمد على الدمج بين إدارة الأمراض المزمنة والمتابعة الرقمية ضمن تجربة صحية موحدة.
بيئة تنظيمية
وفيما يخص سوق التأمين الصحي، بيّن شنيمر أن القطاع يشهد تحولًا كبيرًا عقب إنشاء هيئة التأمين، التي شرعت في تحديث الأنظمة القائمة منذ أكثر من 25 عامًا، ووضع استراتيجية وطنية لرفع كفاءة القطاع وتحسين تنافسيته بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.
وأوضح أن التأمين الصحي يستحوذ على نحو 55% من سوق التأمين في المملكة، بقيمة 42 مليار ريال في 2024، متوقعًا أن يرتفع إلى 83 مليار ريال بحلول 2030، مدعومًا بالتحول الرقمي، وتطوير البنية التحتية الصحية، وارتفاع معدلات التوظيف، والمشاريع الكبرى التي تعزز الطلب على التأمين في مختلف مناطق المملكة.
تحديات تأمينية
وحول أبرز تحديات السوق، أشار شنيمر إلى وجود فجوات في تغطية موظفي القطاع الخاص وأسرهم، إضافة إلى التضخم الطبي، وخروج الشركات الأقل قدرة على مواكبة التحول الرقمي، مؤكدًا أن بوبا تمكنت من تجاوز هذه التحديات عبر تبنّي نماذج قائمة على الابتكار الرقمي والرعاية الوقائية المبنية على البيانات، ما ساهم في تعزيز جودة الخدمات وضمان استدامة النمو.
ولفت إلى أن مستقبل التأمين الصحي يتجه نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات، واكتشاف الممارسات الاحتيالية، وتصميم خطط تأمينية أكثر تخصيصًا، إضافة إلى توسع الطب الاتصالي والرعاية الافتراضية لتقليل الفجوات الجغرافية، ودعم نمط حياة صحي قائم على الوقاية.
ويُقبل القطاع الصحي في المملكة على مرحلة توسّع أكبر خلال السنوات القادمة، مدعومًا بنمو التأمين الصحي كمحرك رئيسي للسوق، وتعزيز برامج الوقاية والعافية، وتكامل الأنظمة الرقمية، وتوسع نطاق الخدمات الصحية، بما يسهم في بناء منظومة أكثر كفاءة واستدامة.



